النظام الضریبی

إن العداله الاقتصادیه باعتبارها أحد رکائز الحکم الإسلامی کانت لها أهمیهٌ خاصهٌ فی السیاسه الاقتصادیه للإمام علی (ع). وعلی هذا الأساس فإن هدف هذه المقاله هو إجراء دراسه مقارنه لنظام الضرائب فی عهد الإمام علی (ع) ومبادئ العداله الاقتصادیه الحدیثه، ومحاوله مقارنه خصائص وأهداف نظام الضرائب فی تلک الحقبه مع المبادئ الاقتصادیه الحدیثه. تمّ إجراء هذا البحث باستخدام المنهج الوصفی التحلیلی، ولتحقیق هذه الغایه، یتمّ أولاً تقدیم مبادئ العداله الاقتصادیه الحدیثه، ثم یتم تحلیل بنیه وخصائص نظام الضرائب عند الإمام علی (ع)، مثل أنواع الضرائب (الخراج، والجزیه، والزکاه) وأهدافها (التوزیع العادل لبیت المال، وتقلیل الفوارق الطبقیه). وبعد ذلک سیتم مناقشه مقارنه بین نظام الضرائب عند الإمام علی (ع) ومبادئ العداله الاقتصادیه الحدیثه. تتضمن هذه المقارنه دراسه وجهات التشابه والاختلاف فی المبادئ الاقتصادیه، وأنواع الضرائب، وکیفیه جمع الموارد وتوزیعها، فضلاً عن الاهتمام بالفئات الأضعف فی المجتمع. وتظهر النتائج أنه على الرغم من وجود اختلافات فی البنیه وتعقیدات التنفیذ، فإن مبادئ العداله ودعم الضعفاء والتوزیع العادل للموارد مشترکه بین النظامین. وأخیراً، یناقش هذا المقال الاستنتاجات والمقترحات لتحسین النظام الضریبی الحدیث استناداً إلى تعالیم الإمام علی (ع). وتتضمن المقترحات استخدام مبادئ العداله والإشراف الدقیق على مسؤولی الضرائب، وهو ما یمکن أن یساعد فی تحقیق العداله الاقتصادیه وتقلیص الفجوات الطبقیه والحد من التفاوت فی المجتمعات الحدیثه. ویؤکد هذا البحث على أهمیه الاهتمام بالتجارب التاریخیه للنظام الضریبی الإسلامی من أجل الارتقاء بالأنظمه الاقتصادیه المعاصره.